منهجية LEMA: كيف تبني نظام تتبع ذكي وسهل؟
منهجية LEMA تساعدك على تحويل المؤشرات المالية من ملفات ثقيلة إلى أدوات قرار فعالة من خلال 4 عناصر:
- المنطق (Logic): لا تتبع كل شيء، تتبع فقط ما يصنع الفرق.
- الوضوح (Ease): اجعل البيانات مفهومة وسهلة القراءة.
- الذاكرة (Memorability): استخدم مؤشرات قابلة للتكرار والتتبع.
- القابلية للتنفيذ (Action): كل رقم يجب أن يؤدي إلى خطوة.
وباستخدام هذه المنهجية، سنعرض الآن المؤشرات الخمسة الأهم لكل رئيس تنفيذي. وهي ليست مجرد أرقام، بل "مؤشرات حياة" لنشاطك التجاري.
- هامش الربح: هل أرباحك حقيقية أم مجرد أرقام خادعة؟
دعنا نبدأ من القلب المالي لأي نشاط تجاري: الربح الحقيقي بعد خصم التكاليف المباشرة. قد تبدو مبيعاتك رائعة، لكن السؤال الأهم: كم يتبقى معك من هذه الإيرادات؟ هنا يأتي دور هامش الربح الإجمالي.
الصيغة:
(الإيرادات – تكلفة البضائع أو الخدمات) ÷ الإيرادات × 100
إذا لاحظت تآكل هذا المؤشر، فهذه علامة حمراء على ارتفاع التكاليف أو ضعف التسعير.
مثال تطبيقي:
شركة هندسية لاحظت تراجع الربحية. بتحليل أسبوعي، اكتشفت أن المهندسين يقضون وقتًا طويلًا في مهام إدارية غير مفوترة. بعد تعديل توزيع المهام، ارتفع الهامش 8% خلال ثلاثة أشهر. دون أن تُضيف أي عميل جديد. وبمجرد أن تُمسك بخيط الربحية، تظهر لك أول خيوط الأزمة التالية: التدفق النقدي.
- التدفق النقدي: هل يتحرك المال بالسرعة التي يتطلبها عملك؟
قد تكون شركتك رابحة على الورق، لكن دون سيولة كافية، ستتوقف العجلات عن الدوران. التدفق النقدي هو نبض العمليات اليومية، وإذا توقف مؤقتًا، يتوقف معه كل شيء.
الصيغة:
التدفقات الداخلة – التدفقات الخارجة = التدفق النقدي الصافي
تتبعك لهذا المؤشر أسبوعيًا يمنحك القدرة على إعادة ترتيب المدفوعات أو تسريع التحصيل قبل أن يتحول النقص إلى أزمة.
مثال تطبيقي:
شركة معمارية كانت تُسدد للموردين قبل تحصيل مستحقاتها من العملاء. بعد مراجعة أسبوعية للتدفق النقدي، غيّرت جدول الدفع بما يتماشى مع توقيت التحصيل، واستعادت استقرارها النقدي دون الحاجة إلى خفض المصروفات. وهنا تدرك أن التدفق النقدي لا يرتبط فقط بحجم المبيعات، بل بتوازن التوقيت بين الدخول والخروج النقدي.
- ساعات قابلة للفوترة: هل وقت فريقك يُستخدم بذكاء؟
في شركات الخدمات، الوقت هو المنتج. كل ساعة لا تُحتسب ضمن فاتورة العميل، هي فرصة دخل ضائعة.
ولهذا، يصبح تتبّع "الساعات القابلة للفوترة" ضرورة تشغيلية لا خيارًا.
الصيغة:
(ساعات العمل القابلة للفوترة ÷ إجمالي ساعات العمل المتاحة) × 100
التحليل الأسبوعي لهذا المؤشر يساعدك على التمييز بوضوح: هل ينصرف جهد الفريق نحو مهام مدرّة للدخل، أم يتبدد في أنشطة لا تضيف قيمة مالية؟ كل انحراف في هذا المعدل هو إنذار مبكر لتصحيح الأولويات وتوجيه الموارد حيث تثمر.
مثال تطبيقي:
وكالة تسويق كانت تُهدر 35% من وقتها في الاجتماعات الداخلية. عبر مراجعة أسبوعية، أعادت تنظيم جدول العمل، فارتفع الاستخدام إلى 75% وزادت الإيرادات السنوية بـ200 ألف ريال دون تعيين موظف إضافي.
لكن هل تكفي ساعات العمل الجيدة إن لم تُغلق الصفقات بسرعة؟ الإجابة تجدها في المؤشر التالي.
- سرعة دورة المبيعات: من عرض السعر إلى التوقيع، كم تستغرق الصفقة؟
المبيعات البطيئة تعني إيرادات مؤجلة وتدفقات نقدية مضغوطة. سرعة وسلاسة دورة المبيعات تُظهر كم تستغرق الصفقات لتتحول من فرصة إلى صفقة.
الصيغة:
(عدد الصفقات × متوسط قيمتها × معدل الفوز) ÷ طول دورة البيع
تحليل هذا المؤشر أسبوعيًا يتيح لك رؤية واضحة لمواطن التعطيل: هل المشكلة في بطء المتابعة؟ جمود التفاوض؟ أم التأخير في توقيع العقود؟
مثال تطبيقي:
شركة استشارية لاحظت أن التأخير في الرد على العملاء يطيل دورة البيع بشكل غير مبرر. بعد تطبيق قاعدة المتابعة خلال 48 ساعة، انخفض زمن إتمام الصفقة أسبوعين، وقفزت الإيرادات الشهرية بنسبة 15%. وهكذا تكتشف أن سرعة البيع ليست رفاهية، بل عنصر حاسم في صحة النمو.
والآن ننتقل للمؤشر الخامس، الذي يكشف: هل ما تنفقه على النمو يحقق فعلاً ما تتوقعه؟
- تكلفة اكتساب العميل: كم تدفع لتحصل على عميلاً واحدًا؟
الاستثمار في التسويق والمبيعات مهم، لكن هل عائدك يبرّر التكلفة؟ (Customer Acquisition Cost) CAC يحدد كفاءة إنفاقك، ويقيس مدى استدامة النمو.
الصيغة:
إجمالي مصاريف التسويق والمبيعات ÷ عدد العملاء الجدد
التحليل الأسبوعي يتيح لك التحرك سريعًا إذا ارتفعت التكلفة بشكل غير مبرر.
مثال تطبيقي:
شركة محاسبة اكتشفت من خلال تتبع ميزانية الإعلانات أن تكلفة اكتساب العميل عبر جوجل مرتفعة.حولت 40% من ميزانية الإعلانات إلى برامج الإحالة Referral Programs، فانخفضت CAC بنسبة 15% دون المساس بمعدل النمو.