لماذا تتجه الشركات والمؤسسات في منطقة الخليج نحو الإدارة القائمة على البيانات؟
في السنوات الأخيرة، أصبحت البيانات أحد أهم الأصول الاستراتيجية التي تعتمد عليها الشركات في منطقة الخليج لتعزيز قدرتها على المنافسة، خاصة في ظل التغيرات الاقتصادية المتسارعة وتزايد الضغوط على الكفاءة التشغيلية. هذا التحول لا يأتي من فراغ، بل يرتكز على عوامل رئيسية تقود هذا الاتجاه نحو الاعتماد على البيانات في صنع القرار.
1. التحديات التقليدية في الإدارة واتخاذ القرار
لا تزال العديد من المؤسسات والشركات في منطقة الخليج تعتمد على أساليب تقليدية في إدارة الأعمال، مثل التقارير الورقية أو القرارات القائمة على الخبرة الفردية، مما يؤدي إلى بطء في الاستجابة وضعف في الرؤية الشاملة. ومع تزايد تعقيد الأسواق والعمليات، أصبح من الضروري الانتقال إلى نماذج أكثر مرونة وشفافية تسمح بفهم أفضل للواقع التشغيلي والمالي في الوقت الفعلي.
2. الحاجة إلى تحسين الكفاءة وتعزيز التنافسية
وفقًا لتقرير صادر عن Raqmi.io حول النمو القائم على البيانات في منطقة الشرق الأوسط، فإن المؤسسات التي تستثمر في البيانات والتحليلات تحقّق تحسّنًا واضحًا في الأداء التشغيلي، وخفضًا في التكاليف، وزيادة في رضا العملاء. في المقابل، تظل الشركات التي تتأخر في هذا التحول معرضة لفقدان حصتها السوقية لصالح منافسين أكثر مرونة وتحولًا.
3. دور البيانات في دعم رؤية 2030
تلعب التحولات الرقمية القائمة على البيانات دورًا أساسيًا في تحقيق الرؤى الوطنية مثل رؤية السعودية 2030، من خلال تعزيز الابتكار وكفاءة الأداء. وتؤكد تقارير BCG أن السعودية والإمارات تتقدمان في تبني الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في التنبؤ والتخطيط وتحسين الأداء المؤسسي.
مؤشرات نمو النضج الرقمي في الخليج
تمضي دول الخليج بخطى واثقة نحو التحول الرقمي، مستندة إلى رؤى استراتيجية واستثمارات مكثفة في البنية التحتية الرقمية. ويأتي هذا التوجه في إطار سعيها لتعزيز التنافسية الاقتصادية وترسيخ مكانتها كمحور رقمي مؤثر على المستويين الإقليمي والدولي.
49% من الشركات تُظهر نضجًا رقميًا: ماذا يعني ذلك؟
وفقًا لتقرير مشترك من BCG و Zawya، أظهرت نصف الشركات في منطقة الخليج تقريبًا مستوى متقدمًا من النضج الرقمي. هذا لا يعني فقط امتلاك أدوات رقمية، بل القدرة على استخدام البيانات بشكل فعّال في تحسين الأداء، ودعم القرار، والتخطيط الاستراتيجي.
تطور البنية التحتية الرقمية وتبني أدوات تحليل البيانات
ارتكز التقدم الرقمي في الخليج على بنية تحتية متطورة شملت شبكات اتصالات فائقة السرعة ومراكز بيانات حديثة، ما وفّر أساسًا قويًا لتوسيع استخدام تقنيات تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، وأسهم في تعزيز الكفاءة التشغيلية وتطوير خدمات مبتكرة.
تفاوت مستويات التبني بين القطاعين العام والخاص
ورغم هذا التقدم، إلا أن وتيرة تبني التحول الرقمي تختلف بين القطاعين العام والخاص. القطاع الحكومي في الخليج يتصدر المشهد بفضل المبادرات الوطنية والاستثمارات الكبيرة، بينما لا يزال بعض القطاعات الخاصة يواجه تحديات تتعلق بالموارد والكفاءات الرقمية.
وقد أشارت تقارير EGA و Gateway ERP إلى أهمية تبني نهج تدريجي وتكاملي لدعم هذه المؤسسات في تسريع نضجها الرقمي.
ومع تسارع التحول الرقمي، تبرز الحاجة إلى فهم الأدوات والتقنيات التي تتيح للمؤسسات تحويل البيانات إلى قرارات استراتيجية فعّالة.